لقد ابتكر
الإنسان النقود كأول مقياس للقيمة ومستودع للثروة فأسهمت في تيسير العمليات التجارية
واتساع حجم التبال التجاري بين المتعاملين سواء داخل البلد الواحد أو القبيلة الواحدة
وبين البلاد المختلفة وظلّت توْحي دورها كأدلة للمبادلة إلى أن أصبحت عاجزة عن ذلك
بمفردها على الوجه الأكمل والمعاملات التجارية غالبا ما تكون مضافة إلى أجل واحتفاظ
كل تاجر بنقوده في خزائنه حتى يوفي ما عليه من ديون في مواعيد استحقاقها يؤدي إلى
تعطيل النقود عن الاستثمار
فضلاً عن ذلك
فإن ازدهار التجارة وتوسعها أسفرا عن ازدياد شعور التجار بالحاجة إلى تأمين
الطرق التي تمر بها تجارتهم من دون أعمل القرصنة واللصوصية.
وقد أحس
التجار إزاء ذلك بضرورة البحث عن وسيلة تحقق لهم الأمان في مواجهة أخطار السرقة والضياع
و تفض التشابك بين علاقات الدائنين والمدينين خاصة التجار منهم لتمكنهم من
الوفاء بالتزاماتهم من دون تعطيل النقود عن الاستثمار
إضافة إلى تحقيق عملية التبادل
الآجل بينهم من دون أي مخاوف حيال ذلك تمخضت البيئة التجارية باختراع الأوراق
التجارية لتحقق عملية التبادل الآجل بين التجار وتضمن للدائن الذي مَنَحْ مدينه أجلاً أن
يحصل على حقوقه في صورة ورقة تجارية تنتقل من دائن إل آخر حتى إذا حل ميعاد
استحقاقها تقدم حاملها الدائن الأخير إلى المدين الأصلي مطالبا إياه بالوفاء بتقديمها نقداً وبذلك
تُسرّى عدة علاقات دائنة ومدينة من دون الدفع نقداً إلا مرة واحدة فكانت الكمبيالة الوسيلة لتحقيق ذلك.
Ã
يمكنك الحصول على الدروس PDF
كاملة.